السادلاوي مؤسس المنتدى والمشرف العام
عدد المساهمات : 81 نقاط : 235 تاريخ التسجيل : 28/05/2009
| موضوع: ((( يوميات مجهول )))الحلقة الثانيه الأحد يونيو 07, 2009 4:55 am | |
| يخرج الرجل وأسرته الصغيرة صباح الاثنين في حدود العاشرة صباحا للفطور في بوفيه الفندق المفتوح , ثم يطلب خريطة للمدينة من موظف الاستقبال ويسأل عن الأماكن التي يمكن زيارتها في المدينة , أتدخل بلطف وهو يهم بمغادرة الفندق : : هل أستطيع خدمتك ؟ : أبدا , أرغب في معرفة أماكن يمكن زيارتها في المدينة ؟ : عليك بزيارة ( جبل صبر ) وحديقة الحيوان ومدينة الملاهي . : شكرا لك . : تحت أمرك . يتوجه الرجل لسيارته ذات الدفع الرباعي لكني ألاحظ أنها قديمة بعض الشيء . ويغادر الفندق .
يصحو الرجل وأسرته ظهر الثلاثاء ويتوجه هو وطفله للنادي الصحي وتتوجه زوجته وطفلتها للنادي الصحي المخصص للنساء علما أن القسمين يحتويان على حمام ساونا وآخر بخار وجيم رياضي ..ويقضيان بقية يومهما مع طفليهما أمام المسبح المطل على كامل المدينة في منظر بانورامي ساحر . دخلت غرفتهم بعد أن لحظت تعليقهم عبارة ( أرجو تنظيف الغرفة ) على الباب رغم أن هذه ليست مهمتي في الفندق لكنه ولهي بالسعوديين وعشقي لهذا الشعب الثري, وأثناء الترتيب وعند فتحي لأحد الأدراج وقع نظري على محفظة الرجل حيث يلزمه النزول للنادي الصحي بالمناشف فقط,. وامتدت يدي لها ووجدت مبلغا قدره 1200 ريال ومجموعة بطاقات بعدة ألوان, بدون وعي وفي لحظة ضعف أخرجت 700 ريال وأعدت المحفظة لمكانها وغادرت الغرفة ثم الفندق في زمن يسير . بدأت تراودني أحلام الطفولة ليلة الثلاثاء بعد أن ظفرت بمبلغ محترم / 700 ريال سعودي أكبر مبلغ وقع في يدي يعادل ربما راتب وزير لدينا , وجانبي آمن ناحية الفندق فلا علاقة لي بتنظيف الغرف وهي المصادفة فقط وربما الحظ الذي جلب لي المبلغ وصاحبنا السعودي لن تفرق معه فقدان 700 ريال هذا إذا افتقدها , فهم يملكون الأرصدة الضخمة في البنوك ثم إني كنت طيبا فقد تركت 500 ريال في المحفظة , وأصلا لن أعود للفندق , ماذا جنيت من العمل فيه طوال ثمانية أشهر غير الدوران في دائرة مفرغة في كل مرة . سأغادر لأرض الأحلام ( السعودية ) من صباح بعد غد . يمر يوم الأربعاء علي بطيئا وأنا أعد العدة للسفر حيث أنوي استئذان والدي وأترقب في أي لحظة سؤال أي أحد من الفندق عني رغم أني مجاز هذا اليوم ولم أخبرهم نيتي ترك العمل في الفندق وأكبر سبب للسؤال عني هو مال النزيل السعودي الذي فقد , لذا علي الحذر والسفر بصورة سريعة .. أبي .. السلام عليكم . : وعليكم السلام يا ولدي . :أستأذنك في السفر صباح الغد . : إلى أين ؟ : السعودية إن شاء الله . : متى وكيف ولماذا؟!! : أريد أن أتزوج وأبني بيتا وأعتمر وأحج .. : وعملك؟ لقد فعلت المستحيل حتى تحصل عليه . : لا نضحك على بعض .. لو بقيت العمر كله في عملي الحالي لن أحقق أي شيء في حياتي . : والمال . المسافة طويلة يا ولدي .. وأنت تعرف الحال . : لا تشغل بالك .. يفرجها ربنا .. المهم أن تسمح لي وترضى عني . : الله يوفقك يا ولدي . في صبيحة الخميس بعد أن أعددت نفسي وصرفت 100 ريال سعودي بما يقارب 26 ألف ريال يمني بعملة بلدي غادرت في باص تعز باتجاه الحديدة غربا . وصلنا الحديدة بعد مغرب ذاك اليوم وقصدت منزل خالي العم ( حسين الجوبعي ) في الحي الجنوبي والذي لم أره منذ أربع سنوات عندما زارنا بمفرده وبقي عندنا عشرين يوما عندما كانت أمي مريضة ولم يتركنا إلا بعد أن تماثلت للشفاء . لا أدل دار خالي حيث هي المرة الأولى التي أزور فيها الحديدة ولم أكن أتوقعها كبيرة بهذا الشكل فلا قريتي ولا حتى تعز بحجم الحديدة ,لكنني سألت عن حارته ورددت اسمه على كل من مررت به لكن محاولاتي باءت بالفشل ونال مني التعب نصيبا فلجأت لأحد الفنادق وطلبت عشاءا وخلدت للنوم في وقت متأخر . صحوت يوم الجمعة متأخرا ولم أتمكن من تناول فطوري حيث موعد صلاة الجمعة التي أحرص على أدائها منذ نعومة أظفاري بخلاف بقية الصلوات التي لا أؤديها إلا إذا كنت برفقة والدي أو بمعية أي شخص آخر من الحريصين والمحافظين على الصلاة كـ أحمد الذي يعمل في الفندق فهو حريص جدا على الصلاة ويحرجنا دائما بالصلاة معه . اغتسلت وذهبت للجامع القريب من الفندق وصليت الجمعة مهملا صلاة الفجر لذاك اليوم . أثناء ذهابي للجامع تعرفت على ( جابر ) وهو في مثل سني تقريبا وصل صباح اليوم للحديدة قادما من محافظة (لحج) جنوب تعز بحوالي 100 كم لنفس السبب / السفر للعمل في السعودية , لكن الفرق بيني وبينه أنه صاحب تجربة فقد عمل في السعودية لأكثر من مرة ووصل حتى جدة بينما لا زال عظمي طريا وتنتظرني متاعب جمة ـ حسب قوله ـ . بعد خروجنا من الصلاة دعوت جابر للغداء في مطعم الفندق الذي أسكنه وحجزت له غرفة مجاورة لغرفتي ( طبعا مريش وعندي فلوس كثير ) ودخلت معه في حوار طويل عن السعودية والعمل فيها والدخول إليها , وكانت معرفتي به كالهدية التي نزلت علي من السماء فأنا أمام خبير وصاحب تجربة عريضة ستوفر علي مشوارا طويلا . نسيت في غمرة فرحي بمعرفة جابر خالي الذي يسكن الحديدة , وذكرته أثناء حديثي مع جابر في جلسة تخزين القات بعد الفراغ من وجبة الغداء فذكر جابر أنه يعرف أين يسكن جماعة عائلة ( الجوبعي ) وهو لقب عائلة خالي , ووعدني بإيصالي لمنازلهم بعد أن يأخذ قسطا من الراحة سينام خلالها بعد مشوار سفر بدون نوم من ( لحج ) للحديدة . | |
|